صلوات التطوع 2 )
المبحث الثاني : صلوات التطوع :
اولاً : فضل صلوات التطوع :
1 – حديث : ( ان اول ما يحاسب الناس به يقوم القيامة من اعمالهم الصلاة ، قال : يقول ربنا – عز وجل- لملائكته – وهو اعلم - : انظروا في صلاة عبدي أتمها ام نقصها ؟ فان كانت تامة ، كُتبت له تامة ، وان كان انتقص منها شيئاً ، قال : انظروا ، هل لعبدي من تطوع ؟ فان كان له تطوع ، قال : اتموا لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الاعمل على ذاكم ) رواه احمد وصححه الالباني ..
2- حديث ربيعة بن كعب الاسلمي حين قال للرسول – عليه الصلاة والسلام - : أسألك مرافقتك في الجنة ، قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم ..
3 – حديث ثوبان سالت رسول الله – عليه الصلاة والسلام – عن عمل يدخلني الله به الجنة او – بأحب الاعمال الى الله – فقال : ( عليك بكثرة السجود لله ، فانك لن تسجد لله سجدة الاّ رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة ) رواه مسلم
- والاحاديث في الباب كثيرة ….
-
ثانياً : تعريفها :
صلوات التطوع : هي الصلوات الزائدة عن الفروض الخمسه ، سواء كانت واجبة ام لا ، فكل صلاة مشروعة في الاسلام زيادة عن الفروض الخمسة الواجبة في اليوم والليلة يشملها اسم ( صلوات التطوع ) ، ومن هنا نعرف ان هناك بعض صلوات التطوع لها حكم الوجوب كوجوب الوفاء بالنذر للصلاة المنذورة وكصلاة العيدين .. وغيرها
ثالثاً : امثلة على صلوات التطوع :
اولاً : السنن الرواتب : وهي السنن المرتبطة بالفرائض ..
أ – فضلها :
- حديث : ( ما من عبد يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة الاّ بنى الله له بيتاً في الجنة ) رواه مسلم
- وفي رواية الترمذي فسّر هذه الركعات : ( اربع قبل الظهر ، وركعتين بعد الظهر ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر ) …
- حديث ابن عمر : ( حفظت من النبي – عليه الصلاة والسلام – عشر ركعات : ركعتين قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء في بيته ، وركعتين قبل صلاة الصبح ) رواه مسلم
-
اولاً : راتبة الفجر :
أ - وهي من آكد السنن الرواتب ، وكان – عليه الصلاة والسلام –يتعاهدها ولايدعها في حضر ولاسفر …
- وعندما نام الصحابة ومهم الرسول – عليه الصلاة والسلام – في سفرهم عن صلاة الفجر ، أمر الرسول – عليه الصلاة والسلام –المؤذن ان يؤذن ، ثم صلى الركعتين قبل الفجر ، ثم اقام فصلى بالناس …
- والحديث يدل على مشروعية صلاة الراتبة مع صلاة الفجر في السفر ، كما يدل على مشروعية صلاتها عند فوات صلاة الفجر عن وقتها ، - الراتبة ثم الفجر - مالم يخش خروج الوقت ….
ب – فضلها :
- حديث : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا ومافيها ( لهما احب اليّ من الدنيا جميعاً ) رواه مسلم
- حديث عائشة قالت : لم يكن رسول الله – عليه الصلاة والسلام –على شيء من النوافل اشدّ تعاهداً على ركعتي الفجر ) اخرجه الشيخان …
ج – تخفيفهما :
- كان من هديه – عليه الصلاة والسلام – ان يُخفف ركعتي الفجر ، فلا يطيل القراءة فيهما ،ويدل على ذلك احاديث :
- ما جاء عن حفصة – رضي الله عنها – قالت : ان رسول الله – عليه الصلاة والسلام – كان اذا سكت المؤذن من الاذان لصلاة الصبح ، ركع ركعتين خفيفتين قبل ان تقام الصلاة …) رواه الشيخان
- حديث عائشة – رضي الله عنها - : ( كان رسول الله – عليه الصلاة والسلام – يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى اني لأقول هل قرأ بأم الكتاب ) الشيخان
د – ما يقرأ فيهما :
- عن ابي هريرة – رضي الله عنه – ان رسول الله – عليه الصلاة والسلام – قرأ في ركعتي الفجر ( قل يا ايها الكافرون ) و ( قل هو الله احد ) ..
- - وكان يقرأ الاية 136 من البقرة والآية 52 من آل عمران .. او الآية 64 من آل عمران ..
ط – الاضطجاع بعدها :
- ورد في الحديث : ( اذا صلى احدكم ركعتي الفجر فليضطجع على شقه الايمن )
- فالاضطجاع سنة لمن يصلي سنة الفجر في بيته ولايشرع في المسجد …
ي – من فاتته سنة الفجر :
- يُشرع لمن فاتته سنة الفجر ان يصليهما بعد صلاة الفجر مباشرة او بعد طلوع الشمس ، والافضل بعد طلوع الشمس … لحديث : ( من لم يصل ركعتي الفجر ، فليصلهما بعدما تطلع الشمس ) رواه الترمذي وصححه الالباني ..
- وحديث الصحابي الذي فاتته ، فقام بعد الصلاة فركع ركعتي الفجر ،ورسول الله – عليه الصلاة والسلام – ينظر اليه فلم ينكر عليه ….
ثانياً : راتبة الظهر :
أ - وهي من السنن المستحبة عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام –قولاً وفعلاً …
ب – وهي امّا ان تُصلى اربعاً قبل الظهر ، لحديث : ( من حافظ على اربع ركعات قبل الظهر واربع بعدها حرّمه الله على النار ) الترمذي وصححه الالباني ..
ج – وامّا ان تُصلى اربعاً قبل الظهر واثنتين بعدها ، لحديث عائشة : ( كان يُصلي في بيتي اربعاً ، ثم يخرج فيصلي بالناس ، ثم يدخل فيصلي ركعتين )
ح – وامّا ان تُصلى اثنتين قبل الظهر واثنتين بعدها ، لحديث ابن عمر : ( حفظت من النبي - عليه الصلاة والسلام – ركعات : ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها )
ط- قال بعض اهل العلم :
- ان صلاة اربع قبل الظهر تكون متصلة بتشهدين دون فصل بالتسليم ، فتؤدى كالصلاة الرباعية ..
- قال الترمذي : والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم ..
- وبعض العلماء يرى الفصل بين كل ركعتين …
ي – من فاتته اربع ركعات قبل الظهر صلاّها بعد الظهر ، لحديث عائشة – رضي الله عنها - : ان النبي – عليه الصلاة والسلام – كان اذا لم يصل اربع قبل الظهر ، صلاّهن بعدها ) رواه الترمذي وصححه الالباني ….
ثالثاً : راتبة العصر :
أ – حكمها : اختلف العلماء في صلاة العصر ، هل لها راتبة ام لا ، فبعض العلماء عدها اربع ركعات قبل العصر ، والبعض لم يعدّها ، ولكن الاحاديث وردت في فضلها …
ب – فضلها : حديث ابن عمر : قال – عليه الصلاة والسلام - : ( رحم الله امرأً صلى قبل العصر اربعاً ) رواه احمد وابو داود وحسنه الالباني …
ج – وهي تُصلى اربع ركعات موصوله ، بتشهدين يسلم في آخرهن ، والدليل حديث علي بن ابي طالب – رضي الله عنه – يصف طوع رسول الله –عليه الصلاة والسلام – فقال : ( واربعاً قبل العصر ، يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المسلمين المؤمنين ) وفي رواية النسائي : ( كان رسول الله –عليه الصلاة والسلام – يُصلي حين تزيغ الشمس ركعتين وقبل نصف النهار اربع ركعات يجعل التسليم في آخره ) حديث حسن …
رابعاً : راتبة المغرب :
أ – وهي السنن المستحبة التي يثستحب للمسلم ان يحافظ عليها ..
ب – وهي ركعتان تُصليان بعد صلاة بعد المغرب ….والدليل عليها حديث ابن عمر السابق ..
ج – تأكيد صلاتها في البيوت :
- كان من هديه عليه الصلاة والسلام صلاة التطوع في البيت – كما مر سابقاً – الاّ ما كان لعارض ، وقد جاء عن النبي – عليه الصلاةوالسلام – التأكيد على صلاة راتبة المغرب في البيوت …
- عن محمود بن لبيبد قال : أتي رسول الله – عليه الصلاة والسلام –بني عبد الاشهل ، فصلى بهم المغرب ، فلما سلّم قال : اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم .. رواه احمد وحسنه الالباني
- وعندما قام الصحابة يتنفلون للمغرب ، قال – عليه الصلاة والسلام - : عليكم بهذه الصلاة في البيوت ..
- والحديثان يدلان على استحباب صلاة راتبة المغرب في البيوت …ولو صلاها في المسجد فلا حرج…
خامساً : راتبة العشاء :
أ – من السن الراتبة التي رغّب فيها رسول الله – عليه الصلاة والسلام - ،وهي ركعتان يصليهما المسلم بعد صلاة العشاء ..
ب – الدليل عليها ما تقدم من حديث ابن عمر ….
سادساً : سنة الجمعة :
أ – لم يثبت لصلاة الجمعة سنة قبلية محددة ن اما مطلق التطوع فقد ورد ما يدل عليه ، لحديث : ( من اغتسل يوم الجمعة ، ثم أتي الجمعة فصلى ما قُدّر له ، ثم أنصت حتى يفرغ الامام من خطبته ، ثم يصلي معه ، غُفر له ما بين الجمعة والجمعة الاخرى وفضل ثلاثة أيام ) رواه مسلم
ب- السنة البعدية : سبق حديث ابن عمر حفظت عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام – وفيه : ( ركعتين يعد الجمعة في بيته )
- وفي حديث ابي هريرة : ( اذا صلى احدكم الجمعة ، فليصل بعدها اربعاً ) رواه مسلم
- وفي رواية " من كان منكم مصلياً بعد الجمعة ، فليصل اربعاً " رواه مسلم
- والحديثان يدلان على مشروعية صلاة ركعتين او اربع ركعات بعد الجمعة ، أيّ ذلك فعل المسلم جاز ، والافضل صلاة اربع ركعات ….
سابعاً : صلاة الدخول والخروج من المنزل :
- من صلوات التطوع التي يُشرع للمسلم فعلها ، ان يُصلي ركعتين اذا دخل بيته واذا خرج منه ، ففي الحديث قول النبي 0 عليه الصلاة والسلام - : ( اذا دخلت منزلك فصلّ ركعتين تمنعانك مدخل السوء ، فاذا خرجت فصلّ ركعتين تمنعانك مخرج السوء ) اخرجه البزار وجوّد اسناده الالباني في السلسلة الصحيحة 1323
ثامناً : ركعتان بعد الوضوء :
- يُشرع للمسلم اذا توضأ ان يُصلي ركعتين بعده … ففي الحديث ، قو النبي – عليه الصلاة والسلام - : ( مامن مسلم يتوضأ فيحسن وضؤه ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، مقبل عليهما بقلبه ووجهه ، الاّ وجبت له الجنة ) رواه مسلم
تاسعاً : صلاة القادم من سفر :
- يُستحب للمسلم اذا قدم من سفر ان يبدأ بالمسجد فيصلي فيه قبل ان يدخل بيته ، ففي الحديث : _ ( كان رسول الله – عليه الصلاة والسلام – اذا قدم من سفر ، بدأ بالمسجد ، فيركع فيه ركعتين ، ثم جلس للناس ) رواه الشيخان …
عاشراً : الصلاة بين الاذان والاقامة :
- يُستحب للمسلم ان يصلي بين الاذان والاقامة … ففي الحديث : ( بين كل اذانين صلاة ، بين كل اذانين صلاة ، بين كل اذانين صلاة لمن شاء ) رواه الشيخان
- ويتأكد هذا الاستحباب بين الاذان والاقامة لصلاة المغرب … ففي الحديث : ( صلوا قبل المغرب .. قال في الثالثة : لمن شاء – كراهية ان يتخذها الناس سنة – أي راتبة - ) البخاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق