السبت، 19 يناير 2019

صلوات التطوع -٣-

صلوات التطوع -٣-

الحادي عشر : صلاة الضحى :
أ – فضلها : حديث : ( يُصبح على كل سلامى من احدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحيدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه مسلم
- وعن ابي هريرة قال : قال – عليه الصلاة والسلام - : ( لايحافظ على صلاة الضحى الاّ أواب ، قال : وهي صلاة الاوابين ) السلسلة الصحيحة 1994

ب – حكمها : صلاة الضحى حسنة مستحبة ، ولم يدل الدليل على وجوبها ، قال شيخ الاسلام ابن تيمية : ( اتفق اهل العلم بسنته – عليه الصلاة والسلام – على ان النبي – عليه الصلاة والسلام – لم يكن يداوم على صلاة الضحى )
- قال بعض اهل العلم : " ظاهر النصوص استحباب المداومة على الاطلاق ،وقد كان – عليه الصلاة والسلام – يدع العمل وهو يحب ان يعمل به خشية ان يعمل به الناس فيُفرض عليهم ، فهذه علّة عدم مداومته – عليه الصلاة والسلام – فتبقى النصوص على اطلاقها  "

ج – وقتها : يبدأ وقت صلاة الضحى من طلوع الشمس الى الزوال ، وأفضله وقت اشتداد الشمس .. لحديث : ( ابن آدم ن اركع لي من أول النهار اربع ركعات ، أكفك آخره ) الترمذي … ولحديث : ( من صلى صلاة الصبح في مسجد جماعة ، يثبت فيه حتى يُصلي سبحة  الضحى ، كان كأجر حاج او معتمر تاماً حجته وعمرته ) رواه الطبراني وحسنه الالباني في – الترغيب والترهيب –


- امّا وقت الفضيلة : فيدل عليه حديث : ( صلاة الاوابين حين ترمض الفصال ) أي حين يجد الفصيل – وهو ابن الناقة – يجد حرّ الشمس …
- امّا خروج وقتها فهو بالزوال …

ط – عدد ركعاتها : يُشرع للمسلم ان يُصلي صلاة الضحى : ركعتين او اربع او ست او ثمان او ثنتي عشرة ركعة … والدليل :




- فتاوى خاصة في صلاة الضحى   -

الحمد لله
أقل ما ورد في صلاة الضحى ركعتان ؛ فقد روى مسلم (720) من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى ) ، وروى البخاري (1981) ، ومسلم (721) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام ) .
وأما أكثرها ، فلم يرد نص في تحديد ذلك ، لكن ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ، أنه صلى الضحى أربعاً ، وقد يزيد على تلك الأربع ركعات ، وثبت عنه أنه صلاها ثمان ركعات كما في فتح مكة .
فقد روى مسلم (719) أن معاذة رحمها الله سألت عائشة رضي الله عنها : " كَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى ؟ ، قَالَتْ : أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ مَا شَاءَ " .
وروى مسلم (336) عن أم هانئ رضي الله عنها قالت : " قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى " .
جاء في " الموسوعة الفقهية " (27/225) : " لا خلاف بين الفقهاء القائلين : باستحباب صلاة الضحى في أن أقلها ركعتان ؛ فقد روى أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) ، فأقل صلاة الضحى ركعتان لهذا الخبر .
وإنما اختلفوا في أكثرها :
فذهب المالكية والحنابلة - على المذهب - إلى أن أكثر صلاة الضحى ثمان ؛ لما روت أم هانئ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة وصلى ثماني ركعات , فلم أر صلاة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود .
ويرى الحنفية والشافعية - في الوجه المرجوح - وأحمد - في رواية عنه - أن أكثر صلاة الضحى اثنتا عشرة ركعة ؛ لما رواه الترمذي والنسائي بسند فيه ضعف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة ) " . انتهى بتصرف يسير .
والراجح : أن صلاة الضحى ليس لأكثرها عدد معين ، بل يصلي الشخص ما شاء من ركعات ، على أن تكون تلك الصلاة مثنى مثنى ، أي : ركعتين ركعتين .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
وأقلها – أي : الضحى - ركعتان ، وليس فيها حد محدود ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم صلى اثنتين وصلى أربعا وصلاها يوم الفتح ثمان ركعات يوم فتح الله عليه مكة ، فالأمر في هذا واسع ، فمن صلى ثمانيا أو عشرا أو اثنتي عشرة أو أكثر من ذلك أو أقل ، فلا بأس ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : ( صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ) ، فالسنة أن يصلي الإنسان اثنتين اثنتين ، يسلم لكل اثنتين . انتهى مختصراً بتصرف من " مجموع فتاوى ابن باز " (11/389) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" والصَّحيح: أنه لا حَدَّ لأكثرها ؛ لأنَّ عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يُصَلِّي الضُّحى أربعاً ، ويزيد ما شاء الله " أخرجه مسلم ، ولم تُقَيِّد ، ولو صَلَّى مِن ارتفاع الشَّمس قيدَ رُمْحٍ إلى قبيل الزوَّال أربعين ركعة مثلاً ؛ لكان هذا كلّه داخلاً في صلاة الضُّحى .." انتهى من "الشرح الممتع" (4/85) .
تنبيه : صلاة النافلة تُصلى ركعتين ركعتين ، سواء كانت تلك النافلة في الليل أو في النهار ، وينظر في جواب السؤال رقم : (45268) .) الاسلام سؤال وجواب


الثاني عشر : صلاة تحية المسجد :

أ - يجب على المسلم اذا دخل المسجد واراد الجلوس ان يصلي ركعتين ن وقد دل على الوجوب احاديث منها :
- حديث : ( اذا دخل احدكم المسجد ، فليركع ركعتين قبل ان يجلس ) رواه الشيخان
- حديث : ( اذا دخل احدكم المسجد  فلا يجلس حتى يصلي ركعتين )
ب – اذا دخل المسجد وأقيمت الصلاة ،فعليه ان يدخل في الصلاة التي أقيمت وتسقط عنه ركعتي تحية المسجد ، والدليل : حديث : ( اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الاّ المكتوبة ) رواه مسلم
ج – اذا دخل المسلم المسجد والامام يخطب الجمعة ، فلا يجلس حتى يُصلي ركعتين تحية المسجد ، ويخففهما ، والدليل : حديث سليك الغطفاني وفيه : ( اذا جاء احدكم يوم الجمعة والامام يخطب ن فليركع ركعتين وليتجوز فيهما ) رواه الشيخان
ط – اما تحية المسجد الحرام ، فلم يأت ما يُخرج المسجد الحرام من عموم الاحاديث السابقة ن فليست للمسجد الحرام تحية خاصة تختلف عن سائر المساجد …
- نعم اذا جاء المحرم فأول ما يبدأ به الطواف كما فعل رسول الله 0 عليه الصلاة والسلام – في حجته ..
- والحديث المشهور على الالسنة : ( تحية البيت الطواف ) لا اصل له / السلسلة الضعيفة 1012

الثالث عشر : صلاة التوبة :
- ينبغي للمسلم ان يحرص على تقوى الله تعالى ومراقبته ، وعدم الوقوع في معصيته ، فان اذنب بادر الى التوبة والانابة ، وقد شرع رسول الله – عليه الصلاة والسلام – هذه الصلاة عند التوبة .. والدليل :
- حديث : [ما من رجل يذنب ذنباً ، ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله الاّ غفر الله له ثم قرأ قوله تعالى : ( والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ن ومن يغفر الذنوب الاّ الله ، ولم يُصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) ]   رواه الترمذي وحسنه الالباني 1/ 128

الرابع عشر : الصلاة في مسجد قباء :
- ففي الحديث : ( الصلاة في مسجد قباء كعمرة ) رواه الترمذي 1/104 وصححه الالباني
- وحديث : ( من خرج حتى يأتي هذا المسجد – مسجد قباء – فصلى فيه كان له عدل عمره ) رواه النسائي 1/150 وصححه الالباني
- والحديثان يفيدان فضيلة الصلاة في مسجد قباء ..
- وعن ابن عمر قال : - كان رسول الله –عليه الصلاة والسلام – ياتي قباء راكباً او ماشياً فيصلي ركعتين .. وفي رواية يأتيه كل سبت … اخرجه البخاري ومسلم

الخامس عشر : صلاة الاستخارة :

- شرع الرسول – عليه الصلاة والسلام – لإمته ان يستخيروا في الامور التي تمربهم في حياتهم ، وان يطلبوا من الله الخيرة فيها ، وقد علمهم – صلاة الاستخارة – مكان ما كان يفعله اهل الجاهلية من الطيرة والاستقسام بالازلام والاقداح …. فعن جابر – رضي الله عنه – قال :
- ( كان رسول الله – عليه الصلاة والسلام – يعلمنا الاستخارة في الامور كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : اذا همّ احدكم بالامر ، فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك ، واسألك من فضلك العظيم ، فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم ن وانت علام الغيوب ، اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري " او قال عاجل امري وآجله " فاقدره لي ، ويسّره لي ، ثم بارك لي فيه ، وان كنت تعلم ان هذا الامر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري " او قال عاجل امري وآجله " ، فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به ) رواه البخاري
- وتشرع صلاة الاستخارة في جميع الامور عظيماً كان او حقيراً ، قال النووي : " الاستخارة مستحبة في جميع الامور "
- صلاة الاستخارة ركعتين من غير الفريضة …
- ليس هناك آيات او سور معينة تقرأ في صلاة الاستخارة ..
- محل الدعاء يكون بعد السلام ، وقال بعض العلماء : قبل السلام ، والارجح الاول…

السادس عشر : صلاة الليل :

أ - ورد في فضل صلاة الليل والوتر احاديث كثيرة منها :
- حديث : ( افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ، وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل )  رواه مسلم
- حديث :  ( عليكم بقيام الليل ، فانه داب الصالحين قبلكم ، وهو قربة الى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الاثم ) الترمذي وحسنه الالباني / الارواء 2 / 199- 202
- حديث : ( ان الله زادكم صلاة ، فحافظوا عليها ، وهي الوتر ) رواه احمد وصححه الالباني / الارواء – 2 / 159
ب – صلاة الليل مستحبة ، والوتر في آخرها سنة مؤكدة ، وهذا ما دلت عليه النصوص
- حديث : ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا ) متفق عليه
- حديث : ( الوتر حق )  احمد وابو داوود

ج – اول وقت لصلاة الليل والوتر ، بعد صلاة العشاء ، وآخره طلوع الفجر .. والدليل :
- حديث عائشة – رضي الله عنها - : ( كان رسول الله – عليه الصلاة والسلام – يُصلي فيما بين ان يفرغ من صلاة العشاء الى الفجر احدى عشرة ركعة ن يسلم بين كل ركعتين ، ويوتر بواحدة ، فاذا سكت المؤذن من صلاة الفجر ، وتبين له  الفجر ، وجاءه المؤذن ، قام فركع ركعتين خفيفتين ، ثم اضطجع على شقه الايمن حتى يأتيه المؤذن للاقامة ) رواه مسلم
- ويؤكد ان آخر وقت القيام الفجر ، حديث :  ( فاذا خشي احدكم الصبح ، صلى ركعةواحدة توتر له ما قد صلى )
- قال ابن نصر : " الذي اتفق عليه اهل العلم : ان ما بين صلاة العشاء الى طلوع الفجر وقت للوتر ، واختلفوا فيما بعد ذلك الى ان يُصلي الفجر ،وقد روي  عن النبي – عليه الصلاة والسلام – انه امر بالوتر قبل طلوع الفجر " – مختصر قيام الليل –
- والافضل في حق من خشي ان لا يقوم آخر الليل الصلاة اوله ن ومن وثق من نفسه فالافضل له تأخيره الى آخر الليل لحديث : ( من خاف ان لا يقوم من آخر الليل فليوتر اوله ، ومن طمع ان يقوم آخره ، فليوتر آخره ، فان صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك افضل ) رواه مسلم

ط – وصلاة الليل أحد عشر ركعة ما زاد رسول الله – عليه الصلاة والسلام – عليها ،وهو الراجح،  وقد وردت عنه – عليه الصلاة والسلام – بأوصاف مختلفة ، اذا صلى المسلم بأي صفة ، أجزأته …
ن – من نام عن وتره او نسيه ، يصليه بالنهار ، ويصليه شفعاً ( أي اذا كان يصلي ثلاث ركعات يجعلها اربعاً ، وان كان يصلي احد عشر ، يجعلها ثنتي عشرة ركعة ) ..
- ويكون القنوت للدعاء احياناً ، فان النبي – عليه الصلاة والسلام – كان يقنت احياناً ويترك احياناً اخرى ، وموضع القنوت للدعاء ، قبل الركوع من الوتر ، واحياناً بعد الركوع ، والاول هو الاغلب …

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق