( الطهارة )
- من شروط الصلاة : طهارة البدن والثياب والبقعة
- طهارة البدن :
1- من الحدث الاكبر : وسوف يتم الكلام عنها في الغسل واحكامه ان شاء الله
2- من الحدث الاصغر : الوضوء
مقدمة : فضل الوضوء :
- « الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ». مسلم
- وفي رواية أخرجها مسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نَاسًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحَادِيثَ لاَ أَدْرِى مَا هِىَ إِلاَّ أَنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ قَالَ « مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً ».
وفي رواية في صحيح مسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أيضاً رضي الله عنه قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ».
وأخرج مسلم وأحمد والترمذي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ ».
- حلية المتوضئين إلى حيث يبلغ الوضوء:
دليله ما أخرجه النسائي في الكبرى وصححه الألباني عن أبي حازم قال : كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه قال سمعت خليلي يقول: " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".
- الوضوء سبب لتميز المسلمين يوم القيامة ، ودليله ما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ" .
وفي صحيح مسلم منْ حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : «...... فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ :« أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَىْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ.........».
- الوضوء سبب لرفع الدرجات ومحو السيئات :
ودليله ما أخرجه مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ».
- « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ».
- الوضوء وصلاة ركعتين بعده سبب لدخول الجنة :
ودليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: « يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة» . قال: « ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي » متفق عليه.
- المحافظة على الوضوء من علامات الإيمان ، لقوله صلى الله عليه وسلم :( سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) أخرجه ابن حبان في صحيحه(1037) وابن أبي شيبة في المصنف(1/5/ رقم 35) عن ثوبان رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (115).
اولاً: النية :
- ليس التلفظ بالنية لا في الصلاة ولا في الوضوء بمشروع؛ لأن النية محلها القلب، فيأتي المرء إلى الصلاة بنية الصلاة ويكفي، ¬ويقوم للوضوء بنية الوضوء ويكفي، وليس هناك حاجة إلى أن يقول: نويت أن أتوضأ، أو نويت أن أصلي، أو نويت أن أصوم، أو ما أشبه ذلك، إنما النية محلها القلب، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ) إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى( ولم يكن عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه يتلفظون بنية الصلاة، ولا بنية الوضوء، فعلينا أن نتأسى بهم في ذلك، ولا نحدث في ديننا ما لا يأذن به الله ورسوله، يقول عليه الصلاة والسلام ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) يعني فهو مردود على صاحبه، فبهذا يعلم أن التلفظ بالنية بدعة، والله ولي التوفيق. ( ابن باز رحمه الله )
ثانياً: التسمية في الوضوء :
- ما حكم التسمية قبل الوضوء، وإذا لم يسم الإنسان، فما حكم وضوئه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فالتسمية في أول الوضوء سنة عند الجمهور، عند جمهور العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها معه ــ فينبغي للمؤمن ألا يدعها،
فإن نسي أو جهل فلا شيء عليه ووضوؤه صحيح،
أما إن تعمد تركها، وهو يعلم الحكم الشرعي، فينبغي له أن يعيد الوضوء احتياطاً له وخروجاً من الخلاف؛
لأنه جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)، وهذا الحديث جاء من طرق، وقد حكم جماعة من العلماء أنه غير ثابت، وأنه ضعيف، وقال الحافظ بن كثير رحمه الله: أنه حسن بسبب كثرة طرقه، فهو من باب الحسن لغيره، فينبغي للمؤمن أن يجتهد في التسمية عند أول الوضوء، وهكذا المؤمنة، فإن نسي ذلك، أو جهل ذلك فلا حرج. ابن باز رحمه الله
- التسمية في الحمام :
- الذكر بالقلب مشروع في كل زمان ومكان في الحمام وغيره , وإنما المكروه في الحمام ونحوه ذكر الله باللسان؛ تعظيما لله سبحانه إلا التسمية عند الوضوء , فإنه يأتي بها إذا لم يتيسر الوضوء خارج الحمام؛ لأنها واجبة عند بعض أهل العلم, وسنة مؤكدة عند الجمهور ) . مجموع فتاوى الإمام ابن بار [ 5/408] .
- إذا كان الإنسان في الحمام فيسمي بقلبه لا بلسانه – ابن عثيمين رحمه الله
ثالثاً: غسل الكفين :
- يغسل كفيه ثلاث مرات : هذه سنَّتان من سنن الوضوء، فغسلُ الكفين في ابتداء الوضوء سنة، وكون الغسل ثلاثًا سنةٌ أخرى
- في حال الاستيقاظ من النوم :
- ( يخبر أن الرسول صلى الله علية وسلم كان إذا توضأ غسل يديه ثلاث مرات وهذا الغسل سنة , ويستحب للمتوضئ أن يبدأ وضوءه بغسل الكفين ثلاث مرات , في جميع الأوقات إلا إذا قام من النوم فإنه يغسلهما وجوبا ثلاث مرات ) ابن باز في شرح عمدة الاحكام
- وللفائدة الشيخ في شرحه على عمدة الأحكام ذكر أن النوم يعم نوم الليل والنهار
قال رحمه الله :
" وفيه دلالة على وجوب غسل اليدين إذا استيقظ من النوم ثلاث مرات ، لأن الرسول أمر بهذا عليه الصلاة والسلام ونهى عن إدخالهما في الإناء إلا بعد غسلهما ثلاثا .فدل ذلك على وجوب غسلهما عند قيامه من نوم الليل
واختلف العلماء هل يلحق نوم النهار بذلك أم هذا خاص بنوم الليل
والأقرب والله أعلم أنه يعم وأن التعبير أين باتت يده ، وصف أغلبي لأن الغالب في النوم بالليل
وإلا فالحكم يعم الجميع
فإذا استيقظ من نومه وجب عليه غسلهما ثلاثا قبل أن يدخلهما في الإناء كما دل عليه هذا الحديث العظيم الصحيح " انتهى كلامه رحمه الله ( الشريط الاول )
والشيخ إذا سئل رحمه الله أجاب بنوم الليل
وأنه متأكد في نوم النهار
ففي شروحه الحديثة كالروض والمنتقى
يجيب بأن الحديث نص في نوم الليل خاصة إلا أنه قد يتأكد في نوم النهار
ففي الروض سئل تقريبا أربعة أسئلة ويجيب أن ذلك خاص في نوم الليل لظاهر الحديث
لكن كونه يغسلها من نوم النهار أفضل لجامع العلة (انظر بداية الشريط الثاني وبداية الشريط الرابع)
وأما بالنسبة لإختياره فيما لوكان المتوضئ من غير إناء
سئل رحمه الله ،
السائل : لو كان سلمك الله يتوضأ من غير إناء يغسلها من بزبوز هل يكون عليه واجب إذا قام من نوم ليل
الشيخ : هو الظاهر عام
السائل : سواء من إناء أوغيره
الشيخ: نعم يغسلها ثلاثا
وقال في موضع آخر رحمه الله :
"فلا يستعمل الماء ولو من الكبّاس البزبوز حتى يغسل يديه ثلاثا"
ويرى رحمه الله أن الماء طهور طاهر فيما لو أدخل يديه وخالف السنة سواء ناسيا او عامدا
" الشريط الرابع وذكر ذلك في الثاني ايضا مع تنبيهه أن الماء طهور ومطهر لغيره وهو رحمه الله لا يرى تسمية طاهر"
- رأي الجمهور: أن غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم سنة، وذهب أحمد وداود إلى وجوبهما.
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يَغمِس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) مسلم.
ثالثاً: المضمضة والاستنشاق :
- تعريف المضمضة: قال ابن عرفة: هي إدخال الماء فاه، فيُخَضْخضه ويمجُّه ثلاثًا
- تعريف الاستنشاق: واستنشقتُ الماء، وهو جعْلُه في الأنف وجذْبُه بالنَّفَس؛ لينزلَ ما في الأنف
- تعريف الاستنثار : إخراج الماء من الأنف بعد الاستنشاق
- اختلف العلماء في حكم المضمضة والاستنشاق في الوضوء والغسل ، والصحيح من أقوالهما أنهما واجبتان ، لا يصح الوضوء ولا الغسل إلا بهما ، لأنهما داخلان في غسل الوجه المأمور به في الآية الكريمة
- .
- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه :
" قوله: « والفم والأنف منه » ، أي : من الوجه ؛ لوجودهما فيه فيدخلان في حده ، وعلى هذا فالمضمضة والاستنشاق من فروض الوضوء ، لكنهما غير مستقلين
- وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
" ثبتت المضمضة والاستنشاق في الوضوء من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله ، وهما داخلان في غسل الوجه ، فلا يصح وضوء من تركهما أو ترك واحدا منهما " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (4 /78) .
- فمن ترك المضمضة أو الاستنشاق في طهارة لم تصح طهارته ، سواء كان عامدا أو ناسيا .
- والواجب المضمضة والاستنشاق مرة ، والثلاث سنة
- ( السنة ان يتمضمض ويستنشق بغرفة واحدة (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمضمض ويستنشق في غرفة واحدة ثلاث مرات ) البخاري
- وإن أخذ لكل مرة غرفة؛ للمضمضة غرفة، وللاستنشاق غرفة فلا حرج. ) ابن باز رحمه الله
- فكيف يفعل من نسي المضمضة والاستنشاق ؟
- وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الترتيب في الوضوء واجب ، لذلك إذا توضأ ثم بعد أن خرج من المتوضأ رأى أن مرفقه لم يصله الماء ، فيرجع فيغسله ثم يمسح رأسه ويغسل رجليه ، أما إذا وجد أن رجليه لم تصبها الماء ، فيغسل رجليه فقط ؛ لأن الرجلين آخر الأعضاء في الوضوء .
إذا نسي المضمضة والاستنشاق فيفعلهما ثم يغسل يديه إلى المرافق ويمسح رأسه ويغسل رجليه . إذاً : فهو يعيد العضو الذي حدث فيه الخلل وما بعده ، إلا إذا طال الوقت فيعيد الوضوء كاملاً " انتهى من "الشرح المختصر على بلوغ المرام" (2/73)
في الصيام : فالصائمُ كغيره في حكم المضمضة والاستنشاق، فيُستحب له أن يمضمض ثلاثا ويستنشق ثلاثا، ولكنه ينهى عن المبالغة في الاستنشاق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما. قال النووي هو حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بالأسانيد الصحيحة.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز:
فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً. أمر بإسباغ الوضوء ثم قال: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً. فدل ذلك على أن الصائم يتمضمض ويستنشق لكن لا يبالغ مبالغة يخشى منها نزول الماء إلى جوفه. انتهى.
- حكم المضمضة للمتوضئ إذا أكل أو شرب شيئا
- ج: لا تجب، لكن تستحب، إذا كان فيه دسم، أو فيه شيء له رائحة يتمضمض حتى تذهب الرائحة الكريهة، أو الدسم الذي قد يؤذيه ويشغله، والنبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان «لما شرب لبنا تمضمض، وقال: إن له دسما » البخاري ... فالمضمضة مستحبة إذا دعت الحاجة إليها. ( ابن باز )
- من شروط الصلاة : طهارة البدن والثياب والبقعة
- طهارة البدن :
1- من الحدث الاكبر : وسوف يتم الكلام عنها في الغسل واحكامه ان شاء الله
2- من الحدث الاصغر : الوضوء
مقدمة : فضل الوضوء :
- « الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ». مسلم
- وفي رواية أخرجها مسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نَاسًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحَادِيثَ لاَ أَدْرِى مَا هِىَ إِلاَّ أَنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ قَالَ « مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً ».
وفي رواية في صحيح مسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أيضاً رضي الله عنه قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ».
وأخرج مسلم وأحمد والترمذي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ ».
- حلية المتوضئين إلى حيث يبلغ الوضوء:
دليله ما أخرجه النسائي في الكبرى وصححه الألباني عن أبي حازم قال : كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه قال سمعت خليلي يقول: " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".
- الوضوء سبب لتميز المسلمين يوم القيامة ، ودليله ما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ" .
وفي صحيح مسلم منْ حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : «...... فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ :« أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَىْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ.........».
- الوضوء سبب لرفع الدرجات ومحو السيئات :
ودليله ما أخرجه مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ».
- « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ».
- الوضوء وصلاة ركعتين بعده سبب لدخول الجنة :
ودليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: « يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة» . قال: « ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي » متفق عليه.
- المحافظة على الوضوء من علامات الإيمان ، لقوله صلى الله عليه وسلم :( سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) أخرجه ابن حبان في صحيحه(1037) وابن أبي شيبة في المصنف(1/5/ رقم 35) عن ثوبان رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (115).
اولاً: النية :
- ليس التلفظ بالنية لا في الصلاة ولا في الوضوء بمشروع؛ لأن النية محلها القلب، فيأتي المرء إلى الصلاة بنية الصلاة ويكفي، ¬ويقوم للوضوء بنية الوضوء ويكفي، وليس هناك حاجة إلى أن يقول: نويت أن أتوضأ، أو نويت أن أصلي، أو نويت أن أصوم، أو ما أشبه ذلك، إنما النية محلها القلب، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ) إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى( ولم يكن عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه يتلفظون بنية الصلاة، ولا بنية الوضوء، فعلينا أن نتأسى بهم في ذلك، ولا نحدث في ديننا ما لا يأذن به الله ورسوله، يقول عليه الصلاة والسلام ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) يعني فهو مردود على صاحبه، فبهذا يعلم أن التلفظ بالنية بدعة، والله ولي التوفيق. ( ابن باز رحمه الله )
ثانياً: التسمية في الوضوء :
- ما حكم التسمية قبل الوضوء، وإذا لم يسم الإنسان، فما حكم وضوئه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فالتسمية في أول الوضوء سنة عند الجمهور، عند جمهور العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها معه ــ فينبغي للمؤمن ألا يدعها،
فإن نسي أو جهل فلا شيء عليه ووضوؤه صحيح،
أما إن تعمد تركها، وهو يعلم الحكم الشرعي، فينبغي له أن يعيد الوضوء احتياطاً له وخروجاً من الخلاف؛
لأنه جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)، وهذا الحديث جاء من طرق، وقد حكم جماعة من العلماء أنه غير ثابت، وأنه ضعيف، وقال الحافظ بن كثير رحمه الله: أنه حسن بسبب كثرة طرقه، فهو من باب الحسن لغيره، فينبغي للمؤمن أن يجتهد في التسمية عند أول الوضوء، وهكذا المؤمنة، فإن نسي ذلك، أو جهل ذلك فلا حرج. ابن باز رحمه الله
- التسمية في الحمام :
- الذكر بالقلب مشروع في كل زمان ومكان في الحمام وغيره , وإنما المكروه في الحمام ونحوه ذكر الله باللسان؛ تعظيما لله سبحانه إلا التسمية عند الوضوء , فإنه يأتي بها إذا لم يتيسر الوضوء خارج الحمام؛ لأنها واجبة عند بعض أهل العلم, وسنة مؤكدة عند الجمهور ) . مجموع فتاوى الإمام ابن بار [ 5/408] .
- إذا كان الإنسان في الحمام فيسمي بقلبه لا بلسانه – ابن عثيمين رحمه الله
ثالثاً: غسل الكفين :
- يغسل كفيه ثلاث مرات : هذه سنَّتان من سنن الوضوء، فغسلُ الكفين في ابتداء الوضوء سنة، وكون الغسل ثلاثًا سنةٌ أخرى
- في حال الاستيقاظ من النوم :
- ( يخبر أن الرسول صلى الله علية وسلم كان إذا توضأ غسل يديه ثلاث مرات وهذا الغسل سنة , ويستحب للمتوضئ أن يبدأ وضوءه بغسل الكفين ثلاث مرات , في جميع الأوقات إلا إذا قام من النوم فإنه يغسلهما وجوبا ثلاث مرات ) ابن باز في شرح عمدة الاحكام
- وللفائدة الشيخ في شرحه على عمدة الأحكام ذكر أن النوم يعم نوم الليل والنهار
قال رحمه الله :
" وفيه دلالة على وجوب غسل اليدين إذا استيقظ من النوم ثلاث مرات ، لأن الرسول أمر بهذا عليه الصلاة والسلام ونهى عن إدخالهما في الإناء إلا بعد غسلهما ثلاثا .فدل ذلك على وجوب غسلهما عند قيامه من نوم الليل
واختلف العلماء هل يلحق نوم النهار بذلك أم هذا خاص بنوم الليل
والأقرب والله أعلم أنه يعم وأن التعبير أين باتت يده ، وصف أغلبي لأن الغالب في النوم بالليل
وإلا فالحكم يعم الجميع
فإذا استيقظ من نومه وجب عليه غسلهما ثلاثا قبل أن يدخلهما في الإناء كما دل عليه هذا الحديث العظيم الصحيح " انتهى كلامه رحمه الله ( الشريط الاول )
والشيخ إذا سئل رحمه الله أجاب بنوم الليل
وأنه متأكد في نوم النهار
ففي شروحه الحديثة كالروض والمنتقى
يجيب بأن الحديث نص في نوم الليل خاصة إلا أنه قد يتأكد في نوم النهار
ففي الروض سئل تقريبا أربعة أسئلة ويجيب أن ذلك خاص في نوم الليل لظاهر الحديث
لكن كونه يغسلها من نوم النهار أفضل لجامع العلة (انظر بداية الشريط الثاني وبداية الشريط الرابع)
وأما بالنسبة لإختياره فيما لوكان المتوضئ من غير إناء
سئل رحمه الله ،
السائل : لو كان سلمك الله يتوضأ من غير إناء يغسلها من بزبوز هل يكون عليه واجب إذا قام من نوم ليل
الشيخ : هو الظاهر عام
السائل : سواء من إناء أوغيره
الشيخ: نعم يغسلها ثلاثا
وقال في موضع آخر رحمه الله :
"فلا يستعمل الماء ولو من الكبّاس البزبوز حتى يغسل يديه ثلاثا"
ويرى رحمه الله أن الماء طهور طاهر فيما لو أدخل يديه وخالف السنة سواء ناسيا او عامدا
" الشريط الرابع وذكر ذلك في الثاني ايضا مع تنبيهه أن الماء طهور ومطهر لغيره وهو رحمه الله لا يرى تسمية طاهر"
- رأي الجمهور: أن غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم سنة، وذهب أحمد وداود إلى وجوبهما.
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يَغمِس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) مسلم.
والراجح -والله أعلم- قول الجمهور؛ لأن الأمر به في الحديث معلَّل بوهم النجاسة، ولا يجب غسل ما كان متوهم التنجس.
ثالثاً: المضمضة والاستنشاق :
- تعريف المضمضة: قال ابن عرفة: هي إدخال الماء فاه، فيُخَضْخضه ويمجُّه ثلاثًا
- تعريف الاستنشاق: واستنشقتُ الماء، وهو جعْلُه في الأنف وجذْبُه بالنَّفَس؛ لينزلَ ما في الأنف
- تعريف الاستنثار : إخراج الماء من الأنف بعد الاستنشاق
- اختلف العلماء في حكم المضمضة والاستنشاق في الوضوء والغسل ، والصحيح من أقوالهما أنهما واجبتان ، لا يصح الوضوء ولا الغسل إلا بهما ، لأنهما داخلان في غسل الوجه المأمور به في الآية الكريمة
- .
- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه :
" قوله: « والفم والأنف منه » ، أي : من الوجه ؛ لوجودهما فيه فيدخلان في حده ، وعلى هذا فالمضمضة والاستنشاق من فروض الوضوء ، لكنهما غير مستقلين
- وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
" ثبتت المضمضة والاستنشاق في الوضوء من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله ، وهما داخلان في غسل الوجه ، فلا يصح وضوء من تركهما أو ترك واحدا منهما " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (4 /78) .
- فمن ترك المضمضة أو الاستنشاق في طهارة لم تصح طهارته ، سواء كان عامدا أو ناسيا .
- والواجب المضمضة والاستنشاق مرة ، والثلاث سنة
- ( السنة ان يتمضمض ويستنشق بغرفة واحدة (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمضمض ويستنشق في غرفة واحدة ثلاث مرات ) البخاري
- وإن أخذ لكل مرة غرفة؛ للمضمضة غرفة، وللاستنشاق غرفة فلا حرج. ) ابن باز رحمه الله
- فكيف يفعل من نسي المضمضة والاستنشاق ؟
- وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الترتيب في الوضوء واجب ، لذلك إذا توضأ ثم بعد أن خرج من المتوضأ رأى أن مرفقه لم يصله الماء ، فيرجع فيغسله ثم يمسح رأسه ويغسل رجليه ، أما إذا وجد أن رجليه لم تصبها الماء ، فيغسل رجليه فقط ؛ لأن الرجلين آخر الأعضاء في الوضوء .
إذا نسي المضمضة والاستنشاق فيفعلهما ثم يغسل يديه إلى المرافق ويمسح رأسه ويغسل رجليه . إذاً : فهو يعيد العضو الذي حدث فيه الخلل وما بعده ، إلا إذا طال الوقت فيعيد الوضوء كاملاً " انتهى من "الشرح المختصر على بلوغ المرام" (2/73)
في الصيام : فالصائمُ كغيره في حكم المضمضة والاستنشاق، فيُستحب له أن يمضمض ثلاثا ويستنشق ثلاثا، ولكنه ينهى عن المبالغة في الاستنشاق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما. قال النووي هو حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بالأسانيد الصحيحة.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز:
فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً. أمر بإسباغ الوضوء ثم قال: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً. فدل ذلك على أن الصائم يتمضمض ويستنشق لكن لا يبالغ مبالغة يخشى منها نزول الماء إلى جوفه. انتهى.
- حكم المضمضة للمتوضئ إذا أكل أو شرب شيئا
- ج: لا تجب، لكن تستحب، إذا كان فيه دسم، أو فيه شيء له رائحة يتمضمض حتى تذهب الرائحة الكريهة، أو الدسم الذي قد يؤذيه ويشغله، والنبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان «لما شرب لبنا تمضمض، وقال: إن له دسما » البخاري ... فالمضمضة مستحبة إذا دعت الحاجة إليها. ( ابن باز )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق